Wednesday, March 03, 2010

*بطٌّ مُدجَّن

نهارٌ رائق،لكن تخايلنى أطيافٌ ثقيلة.ثمة شىء يهمس لى -بالحاحٍ فَجّ- أن اليوم مزخوم.أتعثرُ بتفاحةٍ عطنة فى المطبخ.ولا أجد نسكافيه.فى الطريق ألتقى وجهاً قديماً يضىء منطقة-خلتها ستظلّ معتمة- فى ذاكرتى.نتبادل الحديث الخاطف وأرقام الهاتف ووعوداً باتصالات لن تحدث.أصلُ المعهد متأخراً،ولا أحضر المحاضرة الأولى، والوحيدة.أشترى سجائر(لايهمّ نوعها)وعلبة كبريت،وأجلس فى مكانٍ بعيد وكاشف.نخلتان وحيدتان فى مواجهتى.اللون الأخضر حاضر بقوة فى أسفل الصورة فالمبنى القديم بلونه الجديد الفاقع ثم السماء بزرقتها الواسعة.الشمس حامية،ولكن ثمة رياح خفيفة.تخايلنى الظلال والأشكال التى تصنعها.يمرّون -على البُعد-امامى .كائنات مجرَّدة تماماً.وفى لحظة معينة تصبح حواسى حادّة.وأراهم- بنصاعة-من خلال الدخان الشفّاف كعرائس ماريونت دون خيوط.يتصايحون.يتباطئون.يسرعون.يحتل أحدهم الكادر بكامله ويتوالى آخر بعد آخر.أفكرُ فى "قرينى فى تلك اللحظة".فى أى مكان هو؟وهل يعلم أن هناك تاريخاً مشتركاً يجمعه بشخصٍ آخر فى مكانٍ آخر؟ .تخرجنى ضحكة إحداهن العالية من أفكارى.شرموطة صغيرة-وليس مهماً وصفها-وسط جماعتها.ألقى- إليهم -بلفظٍ بذىء ولا أنتظر ردود الأفعال. أرمى السيجارة الرابعة- باتجاههم -وأقوم.

العاشرة صباحاً الآن.وانا بعد لم أحدّد وجهتى.حجرتى فى سكن الطلبة؟وسط البلد؟الكافيتيريا؟ أصعد لأعلى وألقى بنفسى على الأرض الرخامية الصلدة؟أم أذهب وأُقبِّل تلك البنت المحاذية لى فى الطريق وأهدهد صدرها الطيب و....
تعثرتُ بلاشىء، وكدتُ أسقط على الأرض،وتمنيت ان يحدث ذلك.ستجىء البنت ذات الصدر المثير للهدهدة وتنحنى للإطمئنان علىّ.وأرى وجهها -ببروفايل مختلف- وأحبّها أكثر.تمنحنى يدها لأنهض.أقوم مصطنعاً الوجع.ولا اترك يدها.أُقبّل يدها وسط دهشتها وخجلها بين الحشد القليل المتجمع.أصرّ على عزومتها فى الكافيتيريا(وستكون بالطبع محاضرتها التالية بعيدة)ونمشى،ويتلامس كتفانا مرات،و......
وجدتُ نفسى وحدى
وقد انعطفت البنت فى إتجاه الورش الميكانيكية وخرجت بدورى تاركاً المعهد فى ظهرى.أستوقف تاكسى وأعزم على السائق بسيجارة

3-3-09



العنوان تم وضعه بعد حفلة كاميليا جبران الأخيرة فى القاهرة*
4-3-09