أنا في بلكونة وفاء بالطابق الرابع.يقف التاكسي بالأسفل وتنزل منه بنت بزيّها الدراسي. كيف لها ذلك الحضور الطاغي بمشيتها الرقيقة المثيرة لإنتباه الحواس. تمشي وتعبر المسافة الرملية بين بنايات المربع السكني لتدخل الصيدلية وتخرج بكيس في يدها . هي الآن في إتجاه موازي لمكاني، أتابع مشيتها الحزينة؟ وخطواتها البطيئة .كل شيء يدعو للبكاء : جسدها الصغير ، مشيتها، ملابسها المدرسية، حركات يديها، .
من بين الأشجار العشوائية على أطراف المربع وكتل خرسانية لبيت لم يكتمل يظهر ويختفي أبيض بلوزتها لتصل إلى بنايتها التي لا أرها من مكاني وتذهب كعابرة ذات كثافة أثيرية تدقّ على القلب بحنيّة مُوجعة
كل هذا الجمال يمرّ من أمامي في ظهيرةٍ حارة في مدينة صحراوية كئيبة
Mo 20-9-2010