Thursday, December 30, 2010

محمد و ياسمين


 على بعد 200 متر- في إتجاه عمودي- من نافذتي عبر مسارخالٍ بين البنايات السكنية تقع المدرسة الإبتدائية وسط فضاء رمليّ ممتد.
 في المسافة الفاصلة بين إستيقاظي و يقظتي، تلك الفترة شبه الحلميّة، أستطيع - من على سريري في حجرة السكن- أن أستمع إلى أحداث طابورالمدرسة الصباحي الذي يستدعي إهتمامي به شيئان:
الولد (محمد) الذي يقرأ مقدمة الإذاعة بصوتٍ واثق أكبر من سنّه، والذي يذكرني بذلك الطفل الذي كنته في تسعينيات القرن الفائت. 
 وتحية العلم التي إكتشفت بعد مرّات من الإستماع المركّز انها كالتالي:

صوت طالب :الله أكبر و لله الحمد (ثلاثاً)
كورال(طلبة المدرسة):الله أكبر و لله الحمد (ثلاثاً)
صوت طالب: تحيا جمهورية مصر العربية (ثلاثاً)
كورال(طلبة المدرسة): تحيا جمهورية مصر العربية (ثلاثاً)

وعلى خط مائل من حجرتي بطول 300 متر تقريباً يوجد في الإمتداد الرملي أيضاً  معهد أزهري للبنات(إبتدائي وإعدادي) حيث الخمارهو الزي الرسمي يتخلّله النقاب لإستكمال فارايتي العفّة الإسلامية. للمعهد أيضاً طابوره الصباحي الذي لايجذبني فيه غير تلك البنت (ياسمين) التي تقرأ القرآن في الإذاعة المدرسية يومي السبت والثلاثاء بصوت طفولي جميل وبتلاوة تحاول أن تصقلها

فكّرت بعدها- من على السرير- في كتابة  نصّ يحبّ فيه الولد البنت.
 يحبّها لصوتها.
 وبعد ذلك يكتشف أنها منتقبة. فيتهمّني البعض باستشراقية ما، والبحث عن شهرة وصخب مفتعَل.

حسناً . ستظل مسوّدة ذلك النص مختبئة في أوراقي المبعثرة في إنتظار تطوّرات القصة الدائرة حالياً على مسافة قريبة مني بين ولد في العاشرة يقرأ "ما وراء الطبيعة" ويحلم بالسفر للمريخ،  وبنت في السن نفسه، منتقبة، تعيش في منظومة هيراركية للخوف

ملحوظة(تبيّن عدم صحتها): لاتوجد إذاعة مدرسية في المعاهد الأزهرية أساساً

10-12-2010

Friday, November 26, 2010

أنا في بلكونة وفاء بالطابق الرابع.يقف التاكسي بالأسفل وتنزل منه بنت بزيّها الدراسي. كيف لها ذلك الحضور الطاغي بمشيتها الرقيقة المثيرة لإنتباه الحواس. تمشي  وتعبر المسافة الرملية بين بنايات المربع السكني لتدخل الصيدلية وتخرج بكيس في يدها . هي الآن في إتجاه موازي لمكاني، أتابع مشيتها الحزينة؟ وخطواتها البطيئة .كل شيء يدعو للبكاء : جسدها الصغير ، مشيتها، ملابسها المدرسية، حركات يديها، .
من بين الأشجار العشوائية على أطراف المربع وكتل خرسانية لبيت لم يكتمل يظهر ويختفي أبيض بلوزتها لتصل إلى بنايتها التي لا أرها من مكاني وتذهب كعابرة ذات كثافة أثيرية تدقّ على القلب بحنيّة مُوجعة
 كل هذا الجمال يمرّ من أمامي في ظهيرةٍ حارة في مدينة صحراوية كئيبة

Mo 20-9-2010


Monday, September 27, 2010

There will be wine

مساء الخير أيتها البنت الجميلة
تيجي معايا البحر الليلة؟
لن نصطاد أسماكَ بعد اليوم
فقد مللت الصبر الذي صبغ علاقتنا
There will be wine
 سنشرب في صحةِ حياةِ مرتجلة
سمحت فراغاتها ببهجةِ محتملة
نوثّقها نحن في ليلتنا هذه

 19-7-10

Monday, August 09, 2010

ع الطريق


الجو كان حرّ قوي جوة الميكروباص ، و إحنا ع الصحراوي: 13 طالب فاشل في معهد خاص ، وبنت جميلة قاعدة جنب السواق ، الهوا بيطيّر شعرها اللي بيخبط في وش التبّاع الواقف وراها وساند إيده على كرسيها ، وبيستوي من حرارتها والمطبات الصغيرة ، و كل فترة ينقل رجليه
26 عين بتراقب ، أعضاء مُستنفرَة ، والعربية سريعة جداً
وأنا قاعد جنب البنت ، باقرا جرنال إسبوعي ، وبافكر في سيناريو حالم مستحيل ، وقبل مايكمل بتنزل البنت .. ع الطريق

29-5-10

Sunday, July 04, 2010



هذه الأيام يعاودني الشعور المقرف بانعدام الوزن وعدم الإتساق مع أي شيء
أفكر كثيراً.أملأ وقتي بالتفكير القاتل.
أفكر في كيفية بدء المذاكرة أفكر في ورق المذاكرة أفكر في عدم إتمام دراسة الهندسة أفكر في البحث عن مجال دراسي مناسب أفكر في ردود أفعال البيت افكر في العواقب المحتملة أفكر في النوم مع  ليديا  زميلتي في المعهد أفكر في علاقاتي الإجتماعية الهشّة أفكر في قابليتي للسعادة أفكر في صنفرة حياتي أفكر في الطرق الجانبية افكر في الاهداف التي ضاعت أفكر في السنين التي مرّت  أفكر في طفولتي التي صارت بعيدة أفكر في وعيي الذي بدأ من السادسة أفكر في حكايات امي ووفاء أفكر في جدتي الميتة أفكر في علاقتي الوترية بأبي أفكر في أمي الحزينة دائماً افكر في المستقبل الغائم لآية أفكر في إمتحانات الثانوية العامة أفكر في حياة غادة البعيدة أفكر في زواج مها وكريم
أفكر في أحلام اليقظة افكر في الآلهة الأرضيّة أفكر في الخروج من الحجرة الكئيبة أفكر في الذهاب للسينما أفكر في شرب الشاي بالنعناع أفكر في الطيران من فوق الهرم الأكبر أفكر في نزهة نيلية مع جولييت أفكر في ظهيرة حارة مع مونيكا أفكر في سهرة مع بيسوا أفكر في قراءة الجريدة أفكر في الشخبطة على لوحة الرسم  أفكرفي الله البعيد أفكر في نفسي الحائرة أفكر في العصافير أفكر في كأس العالم أفكر في الازرق أفكر في رومانسية الإنتحار أفكر في راحة الموتى أفكر في الأيام العادية أفكر في المطر أفكر في كام آية وكام غادة وأنسام و سالي وكريستين ورتيبة ومها وروميساء وإيمان وعبير وريم ومريم ونوال وآمال وسماح وهداية وحنان وتغريد وريهام وأميرة وصفاء وفاطمة وماريا وجِنان وجهاد ولميا ومي ودينا  أفكر في وئام  وإبراهيم وعبدالله وكريم وإياد والسيد وفتوح و كام محمود وكام محمد وكام أحمد وكام مصطفي وكام مينا وعلي وأمير ووسام وحاتم وأندرو وحُذيفة ووائل وصابر وعمرو وخالد وجمال وزياد وشادي أفكر أفكر أفكر أفكر افكر أفكر أفكر أفكر أفكر أفكر أفكر أفكر أفكر أفكر أفكر أفكر أفكر  


إيه القرف ده

29-6-10

Wednesday, June 23, 2010

شارع جانبي مفاجيء



النهاردة إكتشفت -ياللسخرية-  إني بقالي سنتين ونص ماشفتش غادة

آخر مرة شفتها كان يوم الخميس 20-12- 07 الساعة 9 ونص بالليل تقريباً
كان اليوم السابق لوقفة عيد الأضحي واتقابلنا في موقف شبين .(كان الطريق الزراعي مزدحماً  بكثافة، ما جعلني أفترض أنها جاءت في أوتوبيس وسط الدلتا السابق لأوتوبيسي مباشرة ونتيجة الزحام الهائل على الطريق لحقت بها في محطة الوصول)   
كان معايا شنطتين سفر (بدايات شحططة طالب جامعي بيدرس في مدينة بعيدة)  فكنت محتاج كرسيين، بصيّت في الميكروباص اللي طالع كان فيه كرسي واحد فاضي ولمحتها، بس ف الوقت ده كان نظري بدأ يضعف فماكنتش متأكد هل هي ولا لأ
(آااااااااااااااااه أتذكر ضربات قلبي المتسارعة وإرتباكي المفاجيء .كم كنت عاشقاً ساذجا بريئاً حدّ العَبَطْ
)

بعدت عن الميكروباص في انتظار اللي بعده و بوغتُّ بنزول غادة (إنها!!!!!!) من الميكروباص وإتجاهها ناحيتي
  كانت مشاعري متضاربة ومُشتَت التركيز، لا،بل  فاقد التركيز تماما .( ماكنتش شفتها من 4 شهور وكانت آخر مرة صدفة غريبة جدا حصلت نتيجة فيلم هندي بامتياز. كنت أنا وحسام حسن-صديقي- أبطاله .

كان أن ذهبت مع حسام  بطلب منه ومن أبيه - في يوم صيفي ابن كلب- إلى مصر الجديدة للإستفسار عن معهد سياحة وفنادق تابع لاكاديمية المستقبل كي يلتحق به حسام -وقد كان فيما بعد-.و بعد أسئلة كثيرة وإجابات خاطئة وفهلوية اكثر وصلنا المعهد . بعد معرفة المعلومات اللازمة وفي طريق  عودتنا في أحد اتوبيسات النقل العامة وعند غمرة بالظبط –حيث توقف الأتوبيس في أحد توقفاته المتكررة- طلبت منه النزول ." ناخد المترو.هتلاقيه ارحم م الاتوبيس ده". كنت واهماً بالطبع وكانت مرات ركوبي النادرة للمترو في خط "شبرا- الجيزة" - الأفضل نسبياً - دليلي الوحيد فيما قلته  فـ "المترو اوسخ ميت مرة " كما قال حسام أثناء ركوبنا فيه . بعد نزولنا مباشرة من باب المترو نظر حسام لساعته "أحا" وأتبعها بشخرتها الطبيعية اللازمة لإكمال أسلوب التعجب السمعي  البذيء ."لو كنا فضلنا في الاتوبيس كنا انجزنا كتير بدل مانروّح ف الولعة دي"كانت الساعة الثانية والنصف ظهرا والجو زفت ونسبة الرطوبة عالية ، وفي محاولة لتهدئته وإمتصاص غضبه عزمته على الغداء" والساقع كمان ياعم " .أكلنا في كافيتيريا متواضعة في شارع لامرئي تقريباً كنا قد وصلنا إليها بعد بحث وإبتعدنا نسبياً عن محطة المترو.
 في شارع جانبي أثناء عودتنا لموقف المظلات(لنأخذ مواصلة قصيرة لعبود ومنها لشبين)      رأيتُ غادة.


قلت لنفسي- وقتها-  أن السماء توليني عنايتها الفائقة
كانت هي. بمشيتها المعتادة وحجابها الأخضر الرائع  تمشي وسط بنتين في نفس سنها لم أتعرّف عليهم.
إلتقت عينانا
 تأكدت أنها غادة، وكانت أيضا الضربات المتسارعة العبيطة.

 بعد حسابات عقلية معقدة في ثواني الإقتراب "استناني ياحسام شوية" وذهبت تجاهها ،سلّمت عليها وعلى رفيقتيها.ثم بعض الكلمات والأسئلة المعتادة التي أعرف إجابتها مسبّقاً

إزيك؟
بتعملي إيه هنا؟
 دخلتي كليه إيه؟
.
.
.
مش عارف جالي منين شعور بيقول إنها زيي عايزة المحادثة تطول( بس مش في الشارع طبعاً) وكان الموقف كالتالي:

أنا :عايز- الأصحّ محتاج- اتكلم معاها ،وفيه جوايا رغبة مُلحّة إني أبوسها وسط الشارع  وأعمل يومي ببوستها
غادة : (زي حدسي الصحيح وقتها) عايزة تكلمني وتسترجع الألفة القديمة وتهرب من تحت سحابة الغضب الأسرية الواقفة كسدّ بينها وبين رغباتها. لكن مع التأكيد على هشاشة: رغبتها،مقاومتها
البنتين: متململين، من غير مايداروا شعورهم بغبطة غادة ،وإرضاء لذة التلصص على الآخرين في لحظاتهم المميزة
حسام: حسام كان صديق مخلص في الوقت ده وبان معدنه الأصيل . تردُّد نظري بين غادة والبنتين خلّاه ساب موقعه البعيد وتواجد في أرض الحدث وسحب البنتين بمهارة في حوار مرتجل كانوا شبه مهيئين ليه ومستنيينه

 رغم كل ده،  الرغبة في إطالة الحديث لم تكن متوافقة مع الظرف الزماني والمكاني وكأن القدر الساخر بيطلّع لى لسانه في آخر الفيلم الهندي

.
قفزة
.

المسافات الزمنية القصيرة دائماً ماتكون مسرحاً لحوادث صغيرة قد تغيّر مسار الحدث الاصلي المفترض وفي رواية أخري تلغيه من الأساس.وهو ده بالظبط اللي حصل.
في الثواني القليلة التي يستغرقها وصول غادة إليّ بعد نزولها من الميكروباص المتأهّب جاءتني ربتة قوية على كتفي من الخلف .وفي وقت متزامن إلتفتُ خلفي لأفاجأ باثنين من أقاربي- ليس لي علاقة قوية معهم- "السما بتدّيني قفاها" ، وإنعطفت غادة في إتجاه أحد الأكشاك المصطفة بالموقف." إذن ليس هناك من سبيل سوى البقاء مع هذين الغبيين وحقيبتيّ الأغبى".

مرّت أمامي كطيف صاخب في حضوره  يملأ مجاليّ النظر والرؤية. أيقظت مشيتها المائية الأثيرة بداخلي تفاصيل كثيراً ماهبلتني، وضغطت برهافة واثقة على مراكز الإحساس المؤلم في كياني (الذي بدا في تلك اللحظات الكثيفة هشيماً تذروه رياحها)

بين رغبتي الحادة  في أكلها- ببلوزتها الوردية الجديدة وبنطلونها  الجينزالأسمر الباهت- وتحقيق ذلك مسافة شاسعة، تمنيّت أن يكون تصرفها المباغت هذا خطوة في ردم تلك المسافة(يدخل في مجال تفكيري لحظياً أزمة الرجل الشرقي الأبدية في علاقته بالمرأة)
هي على الجانب الآخر من الطريق. السيارات بطيئة. نتبادل النظرات المتأمّلة -تقطعها السيارات- في حال 4 أشهر مضت بين لقاء ابن صدفة وأخيه 
عادت بعد ان اشترت أي شىء والسلام  وكنا - أنا ورفيقيّ القدريين-  في طريقنا لركوب أحد الميكروباصات . سبقتنا إليه .كان هناك حشد قليل قد تجمّع حتى اكتمل الميكروباص السابق .ركبت غادة في الكرسي الأخير"كويس" .ثمة تزاحُم على الباب .  الحقيبتان تعوقان حركتي.رفيقيّ ركبا وانا لازلت علي الأرض،و.. ...إكتمل الميكروباص.احااااااااااااااااا

حاذيت الميكروباص ونظرت  لغادة(كانت بجوار الشباك) نظرة بلهاء، أما هي فكان لديها مايكفي من خيبة الأمل كي ترتسم على وجهها  نظرة "مافيش فايدة"

...............................

دلوقتي -من غير إبتذال- باسترجع الفيلم الهندي المزدوج السابق وباشوف نظرة غادة الأخيرة  قدامي علي الشاشة أثناء الكتابة واضحة وضوح قاتل  كإطار مناسب لعلاقة مرتبكة متلخبطة .
باكتب و واعي بالحس الرومانسي المتناثر في الكتابة اللي باحاول أخفّفه بسخرية إكتسبتها بأخذ مسافة آمنة من زمن الحكاية (أو هكذا أعتقد)
 مشاعري متنعكشة،  وباحاول أقبض ع اللحظات المكثفة اللي ملت علاقة مدتها 4 سنين يمكن أعمل عقد أزيّن بيه رقبتي زي عقد المولود في سبوعه . ينام معايا العقد/اللحظات وأسترجع بكثير من الحنين المختلط بالسخرية المُرّة  أحداث متفاوتة في دراميتها وأختار ما يناسب مزاجي الليّلي لأصوغ منه -مع بعض اللعب- حلم مُسلّي أو حدوتة صالحة للحكي لطفل مشاغب قبل النوم        


Mo 21/6/10 

Wednesday, June 02, 2010

التنظير في السابعة عشر

لطالما أحببت أن يكون لي اصدقاء كثيرون، صالحون لمشاركتي الأحزان اليومية و وجع القلب وتأجيل موتي الشخصي ولا مانع من العمل كمهدئات مجانية آمنة(لاتفضي للإدمان) .نلعب معاً في المنطقة الرمادية الرحبة، نرّبي إحتمالات خضراء ليومٍ بعيد مأمول(ولو بنسبة شبه منعدمة)
 المشاركة في الهم تخفّف- إلى حد ما- من وطأته، وتجعل إحتمال زواله – بالنسبة للحالمين أمثالي – ممكناً. لكن الحياة بخييييييييييلة دائماً مع سائلها

"لا تطلبوا من الحياة شيئاً، اطلبوا في الحياة أشياءكم"
كتبت ذلك في السابعة عشر من عمري و الآن أقرأه وترتسم إبتسامة ساخرة – أعرفها جيداً – على وجهي. كم هو سهل التنظير في السابعة عشر. وكأن الأشياء ملقاة في الطريق تنتظر من يحصل عليها و "اللي سبق كل النبق"


23-4-2010

Friday, May 28, 2010

بيت

إلى غادة


أيتها البنت
الصغيرة المرحة

كم أودّ ان أرقد
بين كفيك الصغيرتين
(تفردينهما
فيطير الحمام الأبيض)
وكأننى على ربوة نهارية
تسمح لي ببانوراما
صغيرة على السهل
أرى حياتى
الخالية من الأحداث الكبرى
متاهة الأسباب و النتائج
والتشابك العبثي للحياوات
الصغيرة
أمارس هوايتي الجديدة
المملّة:
تشكيل الفراغ الزمني
وملئه بتفاصيل مناسبة






حياتي البلهاء الخفيفة
أراها في لحظات مكثفّة
وأنا مقيم فيك

3-2010

Wednesday, May 26, 2010

عن صائد الفراشات

كان شاباً طويلاً ونحيفاً أبيض. شعره مفلفل. يستمع مستغرقاً، مائلاً برأسه مع هزّات خفيفة، وإذا طُلب رأيه يفكّر قبل أن يتدبر الكلام، وكأنه منذور للقول الفصل!
لم يكن زلق اللسان مثل جابر عصفور، ولكنه كان صادقاً يقول نفسه، غير مهتم بترصيع كلامه بالمصطلحات أو الأسماء الكبيرة، يرتبك في وجود جمهور كبير، ولا يرتاح إلا بين نخبة من أصحابه، يحفظ شعره ولا يقرأ أبداً من ورقة أو ديوان، قصائده المنشورة كلّها، ومعها مسوّداتها قبل التحكيك و التحكيك.مخبوءة تحت لسانه، يقول شعره بصوتٍ خفيض، بمزيج من صوت الكاهن و خفّة من يحاول التخلّص من خجلٍ مزمن، لايلوّن في صوته ويترك لحركات يديه أن تقوم بالتعبير، ينهي قصيدته ببرهة من الصمت يقول بعدها: بس.كده يعني...ويشوّح بيده مبتسماً وهو ينظر إلينا

فريد أبو سعدة عن محمد صالح
مجلة الشعر شتاء 2010


Sunday, April 25, 2010

عن الجمال العابر

كل تلك الوجوه المؤلمة....كل تلك الأجساد الناصعة
ربما يكتسب الجمال العابر سطوته من لحظويته- المتأبدّة فيما بعد-من ثباته الشعوري إن جاز التعبير
فانت ترى نموذج الجمال لفترة وجيزة/عابرة وتعيش جماله منزّهاً عن أي مناطق شعورية غير محببة ومتخففاً من حياة-بتعقيداتها- قد تأخذ من هذا الجمال.هو جمال نقى إذن 
وكلما حاولت تذكّره تطالعك تلك الصورة اللحظوية المحفوظة فى ذاكرتك

ربما لهذا السبب أتذكر ريم الجميلة -التى قابلتها فى سوبر ماركت بالعاشر فى ليلة ربيعية-أتذكرها بصورتها (الوحيدة)التى رأيتها عليها وعند محاولة وضعها فى أفعال حياتية يكون الخيال سيد الموقف ، بل ويكون مهموماً بصنع حياة مثالية تليق بهذا الجمال النقي
ربما لو عرفت ريم معرفة يومية لن تكتسب ذلك الحضور الأثيرى فى مخيلتي وربما أحببتها أكثر، ولكن المؤكدأن جمالها قد حفر لنفسه مكاناً مميزاً فى ذاكرتي لعابريته المؤلمة

Wednesday, March 03, 2010

*بطٌّ مُدجَّن

نهارٌ رائق،لكن تخايلنى أطيافٌ ثقيلة.ثمة شىء يهمس لى -بالحاحٍ فَجّ- أن اليوم مزخوم.أتعثرُ بتفاحةٍ عطنة فى المطبخ.ولا أجد نسكافيه.فى الطريق ألتقى وجهاً قديماً يضىء منطقة-خلتها ستظلّ معتمة- فى ذاكرتى.نتبادل الحديث الخاطف وأرقام الهاتف ووعوداً باتصالات لن تحدث.أصلُ المعهد متأخراً،ولا أحضر المحاضرة الأولى، والوحيدة.أشترى سجائر(لايهمّ نوعها)وعلبة كبريت،وأجلس فى مكانٍ بعيد وكاشف.نخلتان وحيدتان فى مواجهتى.اللون الأخضر حاضر بقوة فى أسفل الصورة فالمبنى القديم بلونه الجديد الفاقع ثم السماء بزرقتها الواسعة.الشمس حامية،ولكن ثمة رياح خفيفة.تخايلنى الظلال والأشكال التى تصنعها.يمرّون -على البُعد-امامى .كائنات مجرَّدة تماماً.وفى لحظة معينة تصبح حواسى حادّة.وأراهم- بنصاعة-من خلال الدخان الشفّاف كعرائس ماريونت دون خيوط.يتصايحون.يتباطئون.يسرعون.يحتل أحدهم الكادر بكامله ويتوالى آخر بعد آخر.أفكرُ فى "قرينى فى تلك اللحظة".فى أى مكان هو؟وهل يعلم أن هناك تاريخاً مشتركاً يجمعه بشخصٍ آخر فى مكانٍ آخر؟ .تخرجنى ضحكة إحداهن العالية من أفكارى.شرموطة صغيرة-وليس مهماً وصفها-وسط جماعتها.ألقى- إليهم -بلفظٍ بذىء ولا أنتظر ردود الأفعال. أرمى السيجارة الرابعة- باتجاههم -وأقوم.

العاشرة صباحاً الآن.وانا بعد لم أحدّد وجهتى.حجرتى فى سكن الطلبة؟وسط البلد؟الكافيتيريا؟ أصعد لأعلى وألقى بنفسى على الأرض الرخامية الصلدة؟أم أذهب وأُقبِّل تلك البنت المحاذية لى فى الطريق وأهدهد صدرها الطيب و....
تعثرتُ بلاشىء، وكدتُ أسقط على الأرض،وتمنيت ان يحدث ذلك.ستجىء البنت ذات الصدر المثير للهدهدة وتنحنى للإطمئنان علىّ.وأرى وجهها -ببروفايل مختلف- وأحبّها أكثر.تمنحنى يدها لأنهض.أقوم مصطنعاً الوجع.ولا اترك يدها.أُقبّل يدها وسط دهشتها وخجلها بين الحشد القليل المتجمع.أصرّ على عزومتها فى الكافيتيريا(وستكون بالطبع محاضرتها التالية بعيدة)ونمشى،ويتلامس كتفانا مرات،و......
وجدتُ نفسى وحدى
وقد انعطفت البنت فى إتجاه الورش الميكانيكية وخرجت بدورى تاركاً المعهد فى ظهرى.أستوقف تاكسى وأعزم على السائق بسيجارة

3-3-09



العنوان تم وضعه بعد حفلة كاميليا جبران الأخيرة فى القاهرة*
4-3-09

Saturday, February 27, 2010

Short Cercuit

بحسبة بسيطة
الطاقة الجاية
كافية لدفعي لأبعد نقطة
في محيط رغبة غامضة
إتشكّلت على مهلها
و جرجرت الحتة الفاضية في قلبي
لمتاهة جوّانية مُضببَة




......................

في طريق جانبى
بيكون وجود زهرة مفاجئة
مُسعِد لدرجة الفرح

Monday, February 15, 2010

سحابة داكنة

مين أكتر حد بتحبه فى الدنيا؟-

رغم إعتراضى على التعامل مع المحبّة ككمّية وبغض النظر عن ده أقدر-
اقول مافيش شخص بعينه أقدر أسمّيه .أو بالأحرى،لسّة مادخلش مجالى الشخص اللى يستحق نعته بـ "الأكثر محبّة".الأمر كوقوفى -فى إنتظار المطر- تحت سحابة داكنة


10-10-09

Wednesday, February 10, 2010

التاريخ المشترك

كان الظلُّ جامداً
وودتُ أن أطير
.بلا أملٍ
لو أنها فراشة
.سيكون ذلك جميلاً

*******************

بَحريّة

كانت ظلالهما المتطاولة
تتقارب
والامواج تتأوّه
حين يحتضنها الشاطىء
ونجمة الوصل تضوى

................
وكان الرملُ دافئاً


****************

30

.اتفقنا على ألا نقتل أنفسنا قبل الثلاثين
الثلاثون -كما نعتقد- وقت مناسب لاى شىء.نقطة نهاية وبداية.رِستْ.محور إرتكاز.ههههههههه
نفتح أيدينا، ونرى الحصاد.نغلق أعيننا على إتساعها، ونحصر الرؤية.
رؤية ماتمّ قبل الثلاثين مقياس مثالى لتحديد جدوى الحياة ومداها المستقبلى.ماشاء الله ماشاء الله


******************

لم يكن هناك للدوبامين سبيلا لأدمغتنا فى تلك الليلة،رغم الحشيش العالى وتوافر المقدمات لاستقباله
حلّقت الكآبة فوقنا كسحابةٍ ثقيلة،وكنّا كصحراء مستعدة وعطشى من أزل


*********************

كل هذا الهراء كتبته فى الوقت الذى كان من المفترض أننى أودى فيه امتحان رياضة"د".ولكننى بكسلٍ خرافى-أو بالفاظ اخرى بذيئة-ضيّعت اليوم السابق دون أن أقرأ حرفاً يمتّ للمادة بصلة.
يتغيّرُ شكل الزحام أمامى على إمتداد الساعة التى تمر.البعض يذاكر. يراجع. يجهّز البرشام. يتحدث.يدخّن.والسواد الأعظم يتحرّك.وفى لحظةٍ معينة أجد نفسى وحدى تماماً




12-12-09
الدور الثالث-Sمعهد العاشر-مبنى
12:00PM

Wednesday, February 03, 2010

تتوّيج

مش وقت سرحان ويا السحاب
الأرض مبلولة
والطين بيوسّخك

وانا واقع ع الأرض
وباصص للسما بعتاب
وجوايا دمعة
عايزة تخلص من متاهتى
فستانك السماوى ووردته الزاهية
بيجرحونى
ياريت تسيبينى لوحدى
الموقف مش لازمه اتنين
الحسرة بتحتار ضحيتها بدقة
والمطرة الغشيمة
والأرض المومس
مناسبين جداً
.لحفلة التتوّيج



12-5-09

Thursday, January 28, 2010

ذاكرة شتويّة


أسمعُ -لازلت- ماء الدُشّ
،الأريكة دافئة
والحنان الشتوىّ البعيد
.يغلّف الصالة الصامتة
،المطر على النافذة الكبيرة
،أسمع ضحكاتها
،أدندن لحناً زائغاً
و ميشيل* -على الجسر- تنتظر


14-12-09


Les amants du Pont-Neuf بطلة فيلم*

Sunday, January 24, 2010

بيفكّر ومستنّي

أوضة
أخيرة
ضلمة
ضيقة
كئيبة
مثالية
للإنتحار
والطيران
على إرتفاع شاهق
نسبياً
مليانة
حاجات
متنافرة
ومتشابكة
لكن
مش باينة

البرد
مُضْجِرْ

عايز
أجري
فى مكانى
و أتعب
وأرقد
تحت البطانية
براحة
قديمة

عايز
حاجة
جديدة
لانج
تملى
المساحة
الفاضية

عايز
بنت
تمتصّ
كُلّ الزخم
كُلّ المتاهة

عايز
صديق
يقاسمنى
الحيرة
والوجع

................

كان
نفسى
أكون
شجرة
نفضيّة




27-12-09

Saturday, January 23, 2010

إكتنازالعالم فى لحظة

.

.

.

الدهشة