Thursday, December 30, 2010

محمد و ياسمين


 على بعد 200 متر- في إتجاه عمودي- من نافذتي عبر مسارخالٍ بين البنايات السكنية تقع المدرسة الإبتدائية وسط فضاء رمليّ ممتد.
 في المسافة الفاصلة بين إستيقاظي و يقظتي، تلك الفترة شبه الحلميّة، أستطيع - من على سريري في حجرة السكن- أن أستمع إلى أحداث طابورالمدرسة الصباحي الذي يستدعي إهتمامي به شيئان:
الولد (محمد) الذي يقرأ مقدمة الإذاعة بصوتٍ واثق أكبر من سنّه، والذي يذكرني بذلك الطفل الذي كنته في تسعينيات القرن الفائت. 
 وتحية العلم التي إكتشفت بعد مرّات من الإستماع المركّز انها كالتالي:

صوت طالب :الله أكبر و لله الحمد (ثلاثاً)
كورال(طلبة المدرسة):الله أكبر و لله الحمد (ثلاثاً)
صوت طالب: تحيا جمهورية مصر العربية (ثلاثاً)
كورال(طلبة المدرسة): تحيا جمهورية مصر العربية (ثلاثاً)

وعلى خط مائل من حجرتي بطول 300 متر تقريباً يوجد في الإمتداد الرملي أيضاً  معهد أزهري للبنات(إبتدائي وإعدادي) حيث الخمارهو الزي الرسمي يتخلّله النقاب لإستكمال فارايتي العفّة الإسلامية. للمعهد أيضاً طابوره الصباحي الذي لايجذبني فيه غير تلك البنت (ياسمين) التي تقرأ القرآن في الإذاعة المدرسية يومي السبت والثلاثاء بصوت طفولي جميل وبتلاوة تحاول أن تصقلها

فكّرت بعدها- من على السرير- في كتابة  نصّ يحبّ فيه الولد البنت.
 يحبّها لصوتها.
 وبعد ذلك يكتشف أنها منتقبة. فيتهمّني البعض باستشراقية ما، والبحث عن شهرة وصخب مفتعَل.

حسناً . ستظل مسوّدة ذلك النص مختبئة في أوراقي المبعثرة في إنتظار تطوّرات القصة الدائرة حالياً على مسافة قريبة مني بين ولد في العاشرة يقرأ "ما وراء الطبيعة" ويحلم بالسفر للمريخ،  وبنت في السن نفسه، منتقبة، تعيش في منظومة هيراركية للخوف

ملحوظة(تبيّن عدم صحتها): لاتوجد إذاعة مدرسية في المعاهد الأزهرية أساساً

10-12-2010