Monday, February 27, 2012

المنوفية: محاولة للخروج

كثيراً ما يحدث
أنسلّ عنها وأصير خفيفا؛ً
 فتتبعني في طرقاتٍ بعيدة
كسحابة سوداء تدلّ عليّ
وزملائي مداومون على تذكّيري بها
ربما في محاولة للتأكيد على عنصريتهم
وإخفاء آثار ندوب أبنائها
على تاريخهم المُترهّل.
تفجؤني في أوقاتٍ باهرة بوجودها
كأن تجلس في المقعد المقابل
تخرج لي لسانها:
إذهب حيث شئت فأنا سماؤك
لن تهرب منّي أبداً
أنا عَتمتُك الشاسعة
أتوّجك بظلالي الكثيفة

قلتُ لصديقتي السَكَندريّة
حين سألتني عنكِ
"المنوفيّة بصمةٍ حديديّة
أحملها على ظهري
وتُرجيء طيراني المُرتجَى."

أنا لا أكرهك يا مدينتي القَدَريّة
فلقد تورّطتُ في لعبة الحنين؛
فقط خفّفي الأصباغ،
واحتفظي بنباتاتك يانعةً
قبل أن تُلقى في طرقات غريبة
لتفسدها رياح الجنوب،
وتُفسد رياح الجنوب نفسها
لاحقاً في مواسم التزاوج.
ربما حينها فقط
يحتفظ لكِ الجنوب بذكرى حلوة
عن أرض خضراء تحتشد بها مائدته
يزورها في الأعياد
ويعلّق لوحاتها الرخيصة على حائطه
أرض قريبة لا يخشى
أن تقتحم عليه مدنيّته
الرخوة التي يعتز بها كثيرا.ً
أنتِ الفلّاحة فاذهبي لمساحتك الخضراء
وفي هذا خيرٌ كثير؛
لتكوني حجّة على الجنوب في خيباته القادمة
وحجّة عليّ في خيباتي البعيدة عنك
المُهمّ أن يجرّب الجميع خيباته في غيابك.
 8-2011

No comments: